اجتماعات الكنيسة الانجيلية منشية ناصر ومشاركات اعضائها فى الكرمة الحقيقية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله وكنت فتى وشخت ولم ارى صديق تخليا عنه ولا ذرية له تلتمس خبزا


    الطريق للشفاء والحياة

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 117
    تاريخ التسجيل : 26/04/2010
    العمر : 44
    الموقع : http://7any.yoo7.com

    الطريق للشفاء والحياة Empty الطريق للشفاء والحياة

    مُساهمة  Admin الأحد مايو 30, 2010 12:04 pm

    الطريق للشفاء والحياة
    والآن بعد أن نظرنا إلى الحية النحاسية وكيف رُفع المسيح متمماً كل ما نحتاج إليه من شفاء وحياة، دعونا نتأمل في نقاط أخرى من هذه القصة وما يقابلها من إنجيل يوحنا الأصحاح الثالث، ولنبحر معاً في أعماق الكلمة لنكتشف الخطوات التي نحتاج أن نسير فيها لنوال الشفاء والحياة..
    1- طرق الله المعجزية
    طلب الشعب إلى موسى أن يصلي لأجلهم لكي ترفع عنهم الحيات إذ كانوا في أمس الاحتياج للإنقاذ. وفي الحال تحرك قلب الله لنجاتهم، رغم خطاياهم الكثيرة، إذ لم يتحمل صرخات شعبه. ولكن كيف تدخل؟ هل رفع عنهم الحيات واستجاب لطرقهم؟ كلا. لقد استجاب لتوبتهم وصلواتهم بالطريقة التي أرادوه أن يتدخل بها. كانوا يظنون أن رفع الحيات عنهم هي الطريقة المثلى لإنقاذهم وهم لا يعلمون أن الحيات كانت تشير إلى الدينونة، والرب لا يقدر أن يتغاضى عن الخطايا ويرفع الدينونة إلا من خلال مَنْ احتمل الدينونة لأجلي ولأجلك.
    وجاءت استجابة الله – في هذه القصة – بطريقة معجزية مائة بالمائة من كل الجوانب حتى أن علماء الطبيعة اندهشوا لأنهم يعلمون تماماً أن تعرض الشخص المسموم إلى جسم لامع كالحية النحاسية يسرع بموته!. إذاً لماذا يختار الله دائماً طرق عكس المنطق الطبيعي وإن كانت تبدو بسيطة؟ ببساطة لأن إلهك صانع العجائب.. لا تقف أمامه أعلى السدود.. يجعل في البحر طريقاً وفي القفر أنهاراً.. يعلم كيف يتدخل ومتى.. ليس لديه طريقة واحدة للإنقاذ بل يتدخل دائماً بطرق معجزية حتى أن لديه للموت مخارج.
    لذا اعلم تماماً أنه عندما يتعامل الله معك، لا يتعامل بطرق سطحية قد تبدو منطقية بالنسبة لك، بل أن له طرقه الخاصة لإنقاذك وخلاصك والتي قد لا تخطر على بالك أو تطرأ على ذهنك. لذا لا تحده بذهنك البشري ولا تضعه في قوالب جامدة، بل كن سلساً في يده منتظراً أعماله العجيبة معك وتدخلاته المعجزية في حياتك. لهذا آمن بتدخله المعجزي في حياتك، وضع ثقتك في إله صانع العجائب.
    2- نظرة صدق للمصلوب
    هل لاحظت معي ماذا طلب الرب من الشعب بعد أن صنع موسى الحية النحاسية؟ دعنا نفكر معاً أي من الأمور الآتية طلبها منهم الرب:
    • هل قال لهم أن يأتوا بأغلى أنواع الزيوت والمراهم -التي كانت تستخدم للعلاج في ذلك الوقت – ليضعونها على جراحهم للشفاء؟ أو ينفقوا أموالهم على أحدث العقاقير؟. ورغم أن هذا كان بالأمر المنطقي إلا أنه يتنافى مع خطة الله للخلاص، فالخطية ونتائجها ليس لها عقاقير وأدوية بشرية.
    • هل قال لهم اخدموا بعضكم بعضاً ؟ فكيف يحدث هذا وهم عاجزون لا يمتلكون القوة على مساعدة أنفسهم لأنه ".. وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" متى14:15 .
    • هل قال لهم قودوا حملة لمكافحة الأفاعي أو قوموا بنشاط إجتماعي لمحاربة الحيات أي أعملوا على تطوير الأوضاع الاجتماعية والظروف المادية لرفع مستوى المعيشة؟ فما الفائدة من كل هذا وهم بالفعل مصابين بالسم وعلى مشارف الموت؟
    • هل قال لهم قدموا عشوراً أو تقدمات كفارة عن خطاياكم؟ إن الله لا يسر بالتقدمات والقلب مبتعد عنه "لا تعودون تأتون بتقدمة باطلة.. صارت علىّ ثقلا. مللت حملها" إش1: 13-14 . إن الله لا يريد أموالك بل يريد قلبك، والخلاص ليس خلاصاً إذا حصل عليه بالمال!.
    • هل قال لهم صلوا صلوات توسلية لعل الله يسمعكم؟ فكيف يسمعهم الله والشر كامن في قلوبهم؟ أليس مكتوبا ".. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً" إش15:1 . وأيضاً "ها إن يد الرب لم تقصر عن أن تخلص ولم تثقل أذنه عن أن تسمع. بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع. لأن أيديكم قد تنجست بالإثم وأصابعكم بالإثم. شفاهكم تكلمت بالكذب ولسانكم يلهج بالشر" إش59: 1-3
    • هل قال لهم انظروا إلى موسى؟ نعم لقد أعطاهم موسى الشريعة ولكنه لا يستطيع أن يخلصهم، فالقوانين والنواميس أعطيت بموسى أما النعمة والخلاص فبيسوع المسيح. وبالفعل، إن اللجوء إلى الناس وتكوين علاقات معهم حتى ولو كانوا من أعظم الخدام لا يفيد شيئا في نوال الخلاص. فهذه ليست الحياة الروحية الحقيقية.
    • هل قال لهم اكتفوا بالعبادة الشكلية أي محاولة تغيير الخارج دون الجوهر؟ فالاكتفاء بممارسة الفرائض الظاهرية بينما القلب مازال ملوث بالخطية لا ولن يخلص النفس البشرية عكس ما يعتقد الكثيرين.
    رجاء أقرأ معي الترجمة التفسيرية لرسالة كولوسي 2: 20-23 للإيضاح "..فلماذا.. تخضعون أنفسكم لفرائض مثل هذه: لا تمسك، لا تذق، لا تلمس وهذه أشياء تستهلك وتزول. فتلك الفرائض هي وصايا البشر وتعاليمهم. لها مظاهر الحكمة لما فيها من إفراط في العبادة المصطنعة، وإذلال للذات، وقهر للجسد، أمور لا قيمة لها، وما هي إلا لإرضاء الميول البشرية". نعم إن خلاصنا لا يتوقف على محاولاتنا البشرية لتغيير أنفسنا.. أو حفظ القواعد والقوانين.. أو حتى الانضباط والحرص على السلوكيات المستقيمة بالمجهود البشري، إنما ينبع من قوة موت المسيح وقيامته.
    • وأخيراً، هل قال لهم انظروا إلى نفوسكم.. جراحكم.. ضعفكم؟ إن هذه الطريقة أيضاً مثلها مثل الطرق السابقة لا تفيد شيئا. فلا تعتاد اتهام نفسك بما فيك من نقاط ضعف وعيوب وتقصيرات، ظناً منك أن هذا طريقاً للتوبة يرضي ضميرك ويؤهلك إلى الخلاص. إنني أريد أن أوفر عليك مجهوداً مضنياً أجهد الكثيرين من قبلك هباءً وذلك لأنك لا تستطيع أن تغسل خطاياك.. أو تطهر نفسك.. أو تغير حياتك بنفسك أو بمجهودك. وهذا ما أوضحه الكتاب المقدس في صيغة سؤال غير قابل للشك "هل يغير الكوشي (الأثيوبي) جلده أو النمر رقطه.." إر23:13 . بالطبع لا.
    بالطبع لم يطلب الله منهم أي من هذه الطرق السابقة فهي طرق زائفة يحاول بها إبليس أن يخدع الكثيرين فيضحى مصيرهم الهلاك المؤكد. هل تعلم أن إبليس كثيراً ما يشغل البشر في أمور شتى، حتى ولو بدت روحية، عن أن ينالوا الخلاص؟ وإذ هم في دوامة الحياة يجربون كل شيء، ماعدا الطريق الوحيد الذي رسمه الله لهم، ويا للأسف يفقدون أثمن ما في الحياة وهي الأبدية.
    كانت رسالة الله لهم واضحة وصريحة لا تقبل الشك أو الالتباس "..اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا.. فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا" . ياله من أمر بسيط سهل لا يتطلب مجهوداً، ينظرون فقط وعندئذ يحيون!! لذا انتبه لئلا يخدعك العدو ولا يجعلك تصدق هذه الخطوة الصغيرة لكونها تبدو بسيطة وسهلة من وجهة نظرك لأنك قد اقتنعت بأن طريق الله ليس بالأمر السهل، بل يكلفك إرضاءه الكثير.
    تخيل معي لو حاول الشعب أن يفعل أي من النقاط السابقة دون النظر إلى الحية (الرب يسوع ودماؤه الثمينة)، ترى ماذا كان المصير؟ بالطبع لو لم ينظروا إلى الحية لكان الموت هو مصيرهم المحتوم.. لو كانوا استخفوا بطريقة الله في العلاج ولجئوا لأي طريق آخر، لهلكوا.
    إن نظرة صدق واحدة، بإيمان من قلب تائب عن الخطية، كفيلة لمنح الحياة.. والخطايا تتلاشى بل وتزول في اللحظة التي ننظر فيها نظرة صدق بإيمان القلب إلى المسيح إذ أن دماه كنهر عظيم مطهر ينزع كل لطخة إثم. وكما شفى بنو إسرائيل من إصابتهم بالنظر إلى الحية فوق العمود، هكذا الخلاص والحياة بالنظر إلى الرب يسوع على الصليب. لهذا أدعوك الآن أن توجه عينيك وقلبك إلى الرب يسوع وحده وصليبه الذي فيه كل كفاية للشفاء والإنقاذ بل وللحياة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أكتوبر 06, 2024 11:13 am