اجتماعات الكنيسة الانجيلية منشية ناصر ومشاركات اعضائها فى الكرمة الحقيقية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله وكنت فتى وشخت ولم ارى صديق تخليا عنه ولا ذرية له تلتمس خبزا


    بهجة الخلاص

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 117
    تاريخ التسجيل : 26/04/2010
    العمر : 44
    الموقع : http://7any.yoo7.com

    بهجة الخلاص Empty بهجة الخلاص

    مُساهمة  Admin الأربعاء يونيو 09, 2010 9:57 am


    بهجة الخلاص

    لقد رأينا في تعليم الكتاب المقدس أنك قد نلت الخلاص بعمل المسيح, وتيقنت ذلك بكلمة الله وأنك محفوظ في التعزية والفرح بالروح القدس الساكن في قلب كل مؤمن.
    ولكن لا ننس أن كل واحد من المخلصين باق فيه «الجسد»; أي الطبيعة الفاسدة التي قد ولد بها, والتي قد ظهرت فيه حتي لما كان طفلا ضعيفا في حضن أمه. فالروح القدس في المؤمنين يقاوم الجسد, لكنه يحزن من أية حركة كانت من حركاته, سواء أكانت بالفعل أو بالقول أو بالفكر أو بالشعور. فإذا كان المؤمن سالكا كما يحق للرب, فالروح القدس يثمر في نفسه أثماره المباركة وهي محبة فرح سلام.. الخ (غلا22:5). ولكن إذا سلك سلوكا جسديا عالميا ; يحزن الروح وتفقد منه هذه الأثمار كثيرا أو قليلا .
    قاعدة ثابتة إليك هذه القاعدة الثابتة أيها المؤمن باسم ابن الله.
    عمل المسيح وخلاصك يثبتان معا أو يسقطان معا
    سلوكك وبهجتك يثبتان معا أو يسقطان معا
    فإذا سقط عمل المسيح (وحاشا ولايمكن أن يسقط, ونشكر الله على ذلك) يسقط خلاصك معه.
    وإذا سقط سلوكك (فاحذر واسهر لأنه ليس بعيدا أن يسقط) فتسقط بهجتك معه.
    يقال عن الكنيسة قديما في أع31:9 أنها «كانت تسير في خوف الرب وبتعزية الروح القدس», وأيضا في أع52:13 «وأما التلاميذ فكانوا يمتلئون من الفرح والروح القدس» . فالفرح الروحي يكون بالنسبة إلى حالة السلوك الروحي بعد أن يخلص الإنسان.
    هل تري غلطتك الآن؟ إنك لم تميز بين بهجتك وأمانك, مع أنهما متميزان عن بعضهما جدا . فعندما تحزن الروح القدس بالشهوة أو الغضب أو السلوك العالمي تفقد بهجتك فتظن أنك فقدت أمانك. لكني أكرر الأمر عليك لتقريره في نفسك:
    أن أمانك متوقف على ماعمل المسيح لأجلك.
    ويقينك متوقف على كلمة الله لك.
    وبهجتك متوقفة على عدم إحزانك الروح القدس الذي فيك.
    فإذا عملت شيئا وأحزنت روح الله القدوس, تفقد عمليا شركتك مع الآب ومع الابن إلى حين ولا تعود لك بهجة الشركة إلا إذا حكمت على نفسك واعترفت بخطيتك.

    النسبة والشركة
    فلو فرضنا أن ابنك أذنب وساء سلوكه, فإن ذلك يظهر على وجهه بعلامات واضحة, مع أنه قبل نصف ساعة كان يبتهج بتنزهه معك في الحديقة, يفرح لما تفرح به ويعجبه ما يعجبك أي أنه كان في الشركة معك فكان قلبه وعواطفه موافقة لقلبك وعواطفك. وأما الآن فتغير كل ذلك, وصار بعصيانه وسوء سلوكه في حالم حزنة واقفا في زاوية البيت. وبعد تأنيبك له واعترافه بذنبه أكدت له بأنك قد سامحته ولكن من كبرياء قلبه وعدم انكسار إرادته تماما يبقي في مكانه يغص بالبكاء.
    فأين الفرح الذي كان له قبل نصف ساعة؟ قد فقد كله. ولماذا يا تري؟ لأن الشركة بينك وبينه قد انقطعت.
    ولكن ماذا حدث للنسبة التي كانت بينك وبينه قبل نصف ساعة؟ هل فقدت أيضا ؟ هل انقطعت أو تلاشت؟ كلا البتة. فإن نسبته إليك متوقفة على ولادته, وأما شركته فمتوقفة على سلوكه.
    وإذا جاء إليك بإرادة مكسورة وقلب منسحق واعترف لك بكل شئ من الأول إلى الآخر وتحققت انكساره وحزن قلبه على العصيان وسوء السلوك وبغضته لهما. فحينئذ تحمله على ذراعيك وتقبله قبلات المحبة وبذلك يتجدد فرحه لأن الشركة قد تجددت.
    لما أخطأ داود وارتكب الأمر القبيح جدا ضد أوريا, لم يقل عند توبته «رد لي خلاصك» بل «رد لي بهجة خلاصك» (مز12:51).
    ولو فرضنا أنه عندما كان ابنك في زاوية البيت في حالة عدم الانكسار التام علا الصراخ بأن النار قد شبت في البيت, فماذا تفعل بابنك حينئذ؟ هل تتركه في الزاوية ليحترق بالنار باحتراق البيت؟ كلا البتة. فإن ذلك مستحيل. وربما يكون هو أول شخص تخطفه وتخرجه من تحت طائلة النار فإنك تعرف يقينا أن محبتك له لكونه ابنك هي شئ, وفرح الشركة هو شئ آخر.
    فعندما يخطئ المؤمن تنقطع الشركة إلى حين, ويفقد الفرح إلى أن يأتي بقلب مكسور إلى الآب, ويعترف بخطيته, وحينئذ يتمسك بقوله , ويتيقن أنه نال الغفران, لأن كلمة الله عن ذلك واضحة «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم» (1يو9:1).
    فأطلب إليك أيها الأخ المؤمن أن تميز بين هذين الشيئين, وهما النسبة والشركة وتبقيهما جليا في ذهنك, وأنه لاشئ أقوي من ارتباط النسبة. ولا شئ أضعف من ارتباط الشركة. فلو اجتمعت كل قوات ومكايد الأرض وجهنم, فلا تقدر أن تقطع النسبة أو تفك ارتباطها, ولكن أقل كلمة بطالة أو حركة ردية في القلب تصد الشركة وتفك ارتباطها.
    فإذا مرت عليك ساعة ضباب وأقلقك قلبك, فاتضع أمام الله, وافحص طرقك في نوره, وعندما تري الشئ الذي أعدمك الشركة وسلب منك البهجة كلص مستتر, فأت به إلى نوره, واعترف بخطيتك أمام الله أبيك, واحكم على نفسك بدون إشفاق لأجل حالة التهاون وعدم السهر التي بسببها دخل ذلك اللص كأنه بدون معارض.

    قضية حسمت
    ولكن لاتخلط البتة بين خلاصك وفرحك, أي بين الأمان والبهجة. ولا تحسب البتة أن دينونته تقع على خطية المؤمن برفق بخلاف ماتقع على خطية غير المؤمن, لأن الله ليس له طريقان في حكمه القضائي ضد الخطية. فلايمكن أن يرضي عن خطية المؤمن الذي عرف مقدار شناعة الخطية لديه تعإلى في صليب ابنه, كما أنه لايقبل البتة أن يتغاضي عن طريق الشرير الذي قد رفض ابنه الحبيب. لكن يوجد بين الإثنين هذا الفرق العظيم; وهو أن الله قد وضع كل خطايا المؤمن على الحمل الذي قد هيأه للمحرقة لما رفع على صليب الجلجثة, وأنه هناك قد فتحت دعوي خطاياه العظيمة وسويت نهائيا وتسدد حسابها إلى الأبد, ووقعت دينونته على ذلك البديل المبارك الذي قام مقام المؤمن «الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة» (1بط24:2). وعليه قام المؤمن تائبا عازما على أن يعيش لله دائما . وأما رافض المسيح, فيجب أن يحمل بنفسه خطاياه في بحيرة النار الأبدية.
    إذا سقط أحد المخلصين, لايمكن أن تفتح عليه دعوي جنايته لأن الله أي القاضي نفسه قد أنهاها مرة واحدة إنهاء أبديا على الصليب. ولكن مسألة الشركة تتأثر في داخله بالروح القدس كلما أحزنه.

    أيهما تغير؟
    وفي الختام أقدم لك تمثيلا آخر للإيضاح. لو فرضنا أنه في ليلة مقمرة وقف صديقان معا عند مياه رائقة هادئة. كان القمر بدرا يضئ ساطعا في كبد السماء فنظر أحدهما إلى قرص القمر المنعكس على سطح الماء وقال لصديقه ما أجمل البدر هذه الليلة وما أبهاه في القبة الزرقاء! وإذا صديقه يرمي سرا بحصاة في الماء, وعند ذلك قال الأول متعجبا : ماذا جري للبدر ياترى فإنه قد تكسر تكسرا عظيما , وقطعه تتلاطم بعضها ببعض تلاطما هائلا .
    فأجاب رفيقه: لقد أخطأت خطأ عظيما فانظر إلى فوق لتري أن القمر لم يصبه شئ وإنما التغيير الذي طرأ هو في حالة الماء الذي أنت ناظر إليه.
    والآن أيها المؤمن خذ هذا الأمر لنفسك; فإن قلبك هو مجري الماء فعندما تقمع جسدك وتستعبده يأخذ الروح القدس مما للمسيح ويخبرك, في علن أمجاده وكرامته لك لتعزيتك وسرورك. ولكن حالما تعطي فرصة للجسد, ولو بحركة في القلب أو بكلمة بطالة تخرج من فمك ولاتحكم عليها, فإن الروح القدس يحزن في داخلك فتتموج المياه الرائقة, واختباراتك الحلوة تتكسر تكسرا عظيما , وتفقد راحتك وسرورك الداخلي, وتبقي في حالة التعب إلى أن تأتي إلى الله بقلب منسحق وتعترف له بخطيتك, الشئ الذي قد سبب كل هذا الاضطراب, وعندئذ تعود إلى فرح الشركة الحلوة والاختبار السعيد.
    ولكن عندما يكون قلبك في ذلك القلق العظيم, هل يات ري يتغير عمل المسيح؟ كلا البتة. فإذا خلاصك لم يتغير ولم يطرأ عليه خطر.
    وهل تغيرت كلمة الله؟ كلا البتة. فإذا إليقين بخلاصك لا يتغير ولا ينقلب.
    فما الذي قد تغير إذا ؟عمل الروح القدس في داخلك قد تغير, وعوضا عن أن يأخذ من أمجاد المسيح ويملأ قلبك شعورا بفضله, فقد أحزنت الروح بإلزامك إياه أن يتحول عن تلك الخدمة العجيبة ليملأك شعورا بخطيتك وعدم استحقاقك. فهو ينزع منك سرورك وفرحك إلى أن تتذلل وتحكم على الشر الذي فيك وتكرهه, كما يحكم عليه هو ويكرهه, وعند ذلك تتجدد شركتك مع الله وتتجدد بهجتها.
    ليت الرب يمنحنا نعمة حتي نزداد سهرا وغيرة لئلا نحزن روح الله القدوس الذي به ختمنا ليوم الفداء (أف3:4).
    أخيرا
    مهما يكن إيمانك ضعيفا فليثق قلبك بأن ذلك المخلص المبارك الذي بنعمته جعل فيك ثقة به لن يتغير أبدا . «يسوع المسيح هو هو أمسا وإليوم وإلى الأبد» (عب8:13).
    ولتثق معي في هذه الثوابت: إن العمل الذي قد أكمله لن يتغير البتة.
    «قد عرفت أن كل ما يعمله الله أنه يكون إلى الأبد. لاشئ يزاد عليه ولاشئ ينقص منه» (جا14:3).
    وكلمته التي تكلم بها لاتتغير أبدا «العشب يبس وزهره سقط وأما كلمة الرب فتثبت إلى الأبد» (1بط 24:1-25).
    إذا فموضوع اتكإلى وأساس خلاصي وركن يقيني, كلها أبدية لاتتغير.
    مرة أخرى الآن أكرر سؤإلى مرة أخرى: في أي درجة أنت مسافر ؟ وجه قلبك نحوه تعإلى وقدم له جواب سؤإلي.
    «ومن قبل شهادته فقد ختم أن الله صادق» (يو33:3)

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أكتوبر 06, 2024 9:39 am